تقرير الخلايا النائمة لشهر مارس 2025 – اعتقال أمير عسكري لداعش في شمال شرق سوريا، ومقتل نائب الخليفة في العراق

, ,

النقاط الرئيسية

_15 هجوماً مؤكداً لخلايا نائمة، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بـ7 هجمات فقط في فبراير

_مقتل عسكريين وإصابة اثنين آخرين في هجمات داعش

_اعتقال 17 مشتبهاً بانتمائهم لداعش، بزيادة عن الشهر الماضي الذي شهد اعتقال 14 شخصاً

_عمليات ترحيل من النمسا والعراق، ومخاوف أمنية في مخيم الهول تدفع إلى اجتماع على مستوى الاتحاد الأوروبي

_فتاة مغربية تُقتل خنقاً بعد تعرضها للضرب المبرح في مخيم روج

 

بالتفصيل

سجّل مركز معلومات روج آفا 15 هجوماً لخلايا نائمة في شمال شرق سوريا هذا الشهر، بزيادة عن 7 هجمات حدثت في فبراير. حيث أسفرت هذه الهجمات عن مقتل عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين، ووقعت معظم هذه الهجمات في مقاطعة دير الزور. وخلال المداهمات التي نفذتها قوات الأمن التابعة لشمال شرق سوريا هذا الشهر، بدعم من التحالف الدولي، أُلقي القبض على 17 شخصاً يُشتبه بانتمائهم إلى داعش، من بينهم عدد من كبار الشخصيات. استهدفت هجمات الخلايا النائمة خلال الشهر في المقام الأول المواقع العسكرية، حيث ضربت مقرات ومواقع لقوات سوريا الديمقراطية والأسايش/قوى الأمن الداخلي. ففي الأول من مارس، هاجمت خلية تابعة لداعش العديد من مواقع قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، ولم تخلف سوى أضرار مادية، ووقعت هجمات أخرى على المواقع العسكرية في الأيام 3 و8 و26 من الشهر. كما كانت هناك أهداف مدنية من بين هذه الاستهدافات، كـ مكتب النيابة العامة في البصيرة بدير الزور، الذي تعرض للهجوم في الثاني من مارس، دون وقوع إصابات أيضًا. وحدثت استهدافات مماثلة في الأيام 3 و8 و22 و24 مارس: أطلق مسلحون من الخلايا النائمة النار على العديد من منازل المدنيين بالإضافة إلى منزل أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. ووقعت أول حالة إصابة خلال هذا الشهر في 10 مارس، عندما قُتل أحد أفراد قوات سوريا الديمقراطية برصاص أحد عناصر الخلايا النائمة، وبعد أسبوعين، قُتل مدني يعمل في مكتب صرافة في دير الزور أيضاً في هجوم لداعش. وفي السابع والعشرين من الشهر، تعرضت العديد من المتاجر في دير الزور لنيران الخلايا النائمة. في هذه الأثناء، هاجمت خلايا نائمة لتنظيم داعش في الرقة نقطة تفتيش لقوات سوريا الديمقراطية في 10 مارس/آذار، وفي اليوم نفسه، قُتل أحد أفراد قوات الآسايش وأصيب اثنان آخران في هجوم لخلية نائمة أثناء قيامهما بدورية.

وفي إطار العمليات والمداهمات، نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات الأسايش ثماني مداهمات ضد داعش، بعضها بدعم من التحالف. وكان أبرز اعتقال خلال الشهر في 21 مارس/آذار، حيث أُلقي القبض على أمير عسكري في داعش، رأفت رحمون، المعروف أيضاً باسم “أبو صهيب العدناني”. وفي 12 مارس/آذار، نفذت فرق العمليات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (TOL) مداهمة في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت خالد مربد عبيد، المعروف أيضاً باسم أبو أمير، والذي يُزعم أنه مسؤول عن توزيع الأسلحة والذخيرة على خلايا داعش في المنطقة.

 

قوات سوريا الديمقراطية تعتقل عنصر تنظيم داعش “خالد مربض عبيد” في دير الزور

 

خارج مناطق شمال وشرق سوريا، قُتل هذا الشهر قيادي بارز في تنظيم داعش في العراق، خلال عملية مشتركة بين القوات العراقية وقوات التحالف الدولي، ويُعتقد أن “عبد الله مكي مصلح الرفاعي”، المعروف بـأبو خديجة، كان يشغل منصب نائب الخليفة في التنظيم، ووالي العراق وسورياالمزعوم. وسّعت الولايات المتحدة نطاق عملياتها ضد داعش في سوريا بشكل كبير منذ سقوط الأسد، ملئةً الفراغ الذي خلّفه رحيل روسيا. في حين يُجري التحالف بقيادة الولايات المتحدة دوريات جوية جنوباً حتى السويداء، ولكن أحد محللي أبحاث التطرف هذا الشهر زعم أنه بدلاً من التركيز فقط على قدرة داعش أو عدم قدرتها على تنفيذ هجمات في سوريا نفسها، فإن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر قلقاً بشأن جهود داعش لاستغلال تطبيع السلفية الجهادية في ظل النظام الجديد في البلاد، والذي يمكن أن تستخدمه المجموعة كغطاء لنشر أيديولوجيتها، وتعزيز تجنيدها وتدفقات الإيرادات، وجمع الموارد التي يمكن إعادة نشرها في الخارجفضلاً عن الاندماج في المجتمع المحلي وإدخال عملائها بشكل أعمق في القطاعات التجارية والسوق السوداء من الاقتصاد“. وقد أشار أحدث تقرير صادر عن مركز معلومات روج آفا (RIC) حول حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة (SCG)، والذي نُشر هذا الشهر، إلى أسباب تدعو للقلق في هذا الصدد. في حين أن العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش قد تساهم على الأرجح في إضعاف الهيكل التنظيمي للتنظيم داخل سوريا، فإن التصدي الحقيقي للأيديولوجيا العنيفة والإقصائية التي تروّج لها الجماعات الجهادية الإسلامية يُعد تحدياً مختلفاً تماماً. في الواقع، عندما قُتل ما لا يقل عن 1500 علوي على يد قوات حكومة تصريف الأعمال السورية في اللاذقية خلال بضعة أيام في أوائل مارس/آذار، فيما تم وصفها على نطاق واسع بأنها موجة قتل ممنهجة، كان التشابه واضحاً مع المجازر العديدة التي ارتُكبت طوال الحرب الأهلية السورية على يد الجماعات الجهادية، بما فيها داعش.

شهد شمال وشرق سوريا هذا الشهر ثلاث عمليات إعادة أفراد من عائلات منتسبين لتنظيم داعش، حيث سلّمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وفداً حكومياً نمساوياً امرأتين وطفلين من عوائل التنظيم، وتُعد هذه العملية أول عملية إعادة مواطنين أجانب إلى دولة ثالثة في عام 2025. وقد أُعيد 3,529 أجنبياً من دول ثالثة من شمال شرق سوريا، وفقًا لبيانات مركز معلومات روج آفا (RIC). وفي مهمتين منفصلتين، غادر 1,287 عراقياً أيضاً من مخيم الهول هذا الشهر، ما يمثل ثامن مهمة إعادة للعراقيين في شمال وشرق سوريا لعام 2025. وقد غادر الآن 4,451 مواطناً عراقياً مخيمي الهول وروج منذ بداية هذا العام، ما يُشير إلى زيادة ملحوظة في وتيرة عمليات الإعادة. للمقارنة، تم إعادة 2,740 عراقياً فقط طوال عام 2024، وفي مخيم روج، الذي يضم حوالي 2,600 من أفراد عائلات التنظيم، تعرّضت فتاة مغربية للضرب المبرح ثم الخنق حتى الموت. ويُعد مخيم روج الأصغر بين المخيمين في روج آفا الذين يضمّون عائلات داعش، وغالباً ما يشهد عنفاً أقل من مخيم الهول، نظيره الأكبر بكثير. في العشرين من هذا الشهر، عقد الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً بشأن معتقلي مخيم الهول المرتبطين بداعش، والذين يحمل بعضهم جنسيات دول الاتحاد الأوروبي، وقد أعرب مسؤولون في بروكسل عن قلقهم من أزمة إنسانية وأمنية بعد أن علّقت الولايات المتحدة بشكل مفاجئ جزءاً كبيراً من مساعداتها الإنسانية، ما أثّر بشكل مباشر على مخيمي الهول وروج. وخلال زيارتهم لمخيم الهول هذا الشهر، أشار مراسلو Sky News إلى وضع أمني هش: “حيث ازدادت محاولات الهروب من المخيم منذ سقوط نظام الأسد، كما أن السياج المحيط بالمخيم غير مؤمّن بشكل كافٍ، وتواصل خلايا داعش تهريب الأسلحة إلى داخل المخيم والأشخاص إلى خارجه، بينما يبقى الأطفال في داخله عرضة للتجنيد من قبل التنظيم”.