أزمة المياه والجفاف في شمال وشرق سوريا: التحديات البيئية والإنسانية

, ,

“لا تزال أزمة المياه المتفاقمة في شمال شرق سوريا، أحد الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي، وتقويض سبل العيش، والهجرة بحثاً عن موارد، كما يتسبب شحّ المياه وسوء نوعيتها، ورداءة نظم الصرف الصحي، وعدم كفاية وسائل النظافة، لا سيما في مخيمات النازحين العشوائية، بحدوث أمراض خطيرة.

في الآونة الأخيرة كانت مشكلة المياه ونقصها تتصدر الأحداث في هذه المناطق، كونها الشريان الأساسي الذي يعتمد عليه الناس للعيش، حيث تتعمد تركيا بقطع مياه على هذه الشعوب التي تعيش في الشريط الشمالي في سوريا، وبشكل خاص مناطق شمال وشرق سوريا، فقد قمنا فيما سبق بنشر توضيحات وتقارير عن هذا الموضوع، لكن هذه المشكلة ما زالت مستمرة إلى الآن.

إنّ تجاوزات تركيا وتعمدها تقليص تدفق حصة سوريا والعراق من مياه نهر الفرات، ليست وليدة اليوم، بل هي أحد الممارسات التي تتخذها تركيا منذ عقود، وخاصة في سنوات الجفاف، إلا أنها تفاقمت بعد توغل تركيا في سوريا، منذ عام 2016.”

يعتمد سكان شمال شرقي سوريا على ثلاثة مصادر للمياه، سواءً للشرب أو الاستعمالات المنزلية أو الزراعية أو الصناعية أو غيرها من الاستخدامات. وبالإضافة إلى مياه الأمطار والمياه الجوفية، اعتُبرت الأنهار عصب الحياة في المنطقة تاريخياً. تخدم مصادر المياه هذه المجتمعات المحلية والمهجّرين والنازحين داخلياً، حيث تغطي احتياجات ما يقدّر بـ 4,800,000 مستفيد/ة، من بينهم أكثر من مليون نازح داخلي.

ملاحظة كُتب هذا التقرير في سبتمبر 2023