صداقة مدينة ديريك وبرلين فريدريششين كروزبرج – مقابلة مع بلدية ديريك

,

في عام 2019، تم إنشاء اتفاق شراكة على مستوى المدن بين برلين فريدريششاين كروزبرجوديريك، ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ العديد من المشاريع بالتعاون، بما في ذلك المبادرات البيئية وتقديم الخدمات وتبادل المعلومات. وتحدث مركز معلومات روج آفا RIC مع بيريفان حسين وجوان حسن، وهما الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في ديريك، بخصوص هذه الشراكة.

 

ما هو عملك؟

تقول بيريفان: منذ عامين أعمل في البلدية. ونحن في البلدية مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع، حيث نقدم لهم الخدمات ونساعد الناس من ناحبة تلبية احتياجاتهم اليومية. وهناك أقسام مختلفة في البلدية، مثل المالية أو التنظيف أو الخدمات، كما يوجد قسم للمياه مهمته تفقد آبار المدينة وتأمين المياه للأهالي. قمنا مؤخراً بتشكيل لجان جديدة كـ لجنة العلاقات، وهي مكلفة بالاجتماع مع الناس وإيجاد الحلول لمشاكلهم. لقد شكلنا هذه اللجنة بعد أن أدركنا أن هناك فجوة في عملنا. ويتواصل قسم الخدمات مع أقسام الخدمات المختلفة في البلديات ويقدم حسب الإمكانيات المتاحة المساعدة عند الحاجة. بشكل عام، نركز كثيرًا على العمل مع الناس، فوجود البلدية مرتبط بوجود الشعب، كلما عملنا معًا بشكل أفضل، كلما أمكن تحقيق المزيد.

بيريفان حسين وجوان حسن

هل يمكنك التحدث عن اتفاقية التعاون بين برلين وديريك؟ وكيف حدثت هذه الشراكة وما الغرض منها؟

بيريفان: عندما أنشأنا نظام البلديات لأول مرة في عام 2014، كانت هناك محاولات لتكوين صداقات مع بلديات أجنبية.حيث أرسلنا العديد من الرسائل. في عام 2019، توصلنا إلى اتفاق مع إحدى الجمعيات في برلين، وعملنا معًا على الشراكة، وقد قامت لجنة من هنا، تضم الرؤساء المشتركين السابقين للبلدية، بزيارتهم في برلين، وبالمقابل زارنا هنا وفد من هناك، حيث زاروا مدينتنا ومناطقنا واطلعوا على الوضع الحالي للمنطقة. لاحظنا أن فهم أهل برلين تجاهنا قد تغير بعد هذا الاتفاق، ونحن كمنطقة نواجه هجوماً وتشويهاً مستمرًا في وسائل الإعلام، لكن من خلال هذه الجهود والملفات التي أرسلناها لهم، تغيرت مفاهيم الناس.

هل هناك مشاريع مشتركة بينكم؟

بيريفان: تم إنجاز بعض المشاريع المشتركة، على سبيل المثال، في البداية، كانت الكومينات ترغب في التقدم في زراعة الأشجار، وتم توزيع الحبوب على البلديات. كما تم القيام ببعض أعمال البستنة. وأيضاً بدأنا العمل معًا في مشروع الكورنيش، وهو طريق من المستشفى إلى ساحة آزادي. وحتى الآن، تم الانتهاء من هيكل المشروع، بما في ذلك خطة لزراعة الأشجار على طول الطريق.

وإلى جانب هذه المشاريع، قمنا بالتعاون لإصلاح المباني التي تضررت نتيجة الزلزال (6 فبراير 2023) الذي حدث العام الماضي، ألحق الزلزال أضراراً بعدة مواقع، ففي منطقتنا على سبيل المثال، تضررت شبكات الصرف الصحي، ووقعت عدة أضرار في قامشلو، ومن أجل هذا، تم التبرع بمبلغ 10.000 يورو لإصلاح نظام الصرف الصحي، وبالفعل ساعد هذا المشروع السكان المحليين، وكان له تأثير كبير للغاية، للأنه يمكن للأمراض أن تنتشر بسرعة من خلال أنظمة الصرف الصحي السيئة، مما يؤثر بشكل مباشر على حيلة الناس.

ومن خلال التبرعات المقدمة من شراكة مدينتنا تمكنا من إصلاح نظام الصرف الصحي. وفي نوفمبر 2022، حدثت هجمات جوية تركية، وبدوره ساعدنا شركاؤنا في المدينة من خلال جمع التبرعات لإصلاح المولدات التي تشغل آبار المياه، ومن خلال هذه التبرعات تم رفع عبئ كبير عن كاهلنا، حيث أن الموارد المتوفرة في منطقتنا في شمال شرق سوريا بشكل عام وفي ديريك بشكل خاص محدودة، ومن خلال مبلغ الـ 4000 يورو الذي تم التبرع به، تمكنا من إصلاح بعض مولداتنا.

حسب الوضع، نحاول عقد اجتماع كل بضعة أشهر معًا. وفقًا لقدراتنا، نناقش المشاريع التي سنعمل عليها معًا. وفي الاجتماع الأخير تم الإعلان عن تبرع آخر بقيمة 7000 يورو، تم إنفاق 6000 يورو لشراء غطاسين للمياه. وبينما حصلنا على هذه الأموال، صعدت تركيا حربها على شمال وشرق سوريا مرة أخرى.

حاليًا، نخطط لمشروع آخر لتطوير قدراتنا في مجال الطاقة الشمسية ببطء، نأمل أن نبدأ هذا المشروع في شهر مايو، لأننا الآن ننتظر موافقة البرلمان الألماني وبلدية برلين على المشروع، وقد تم الانتهاء من المناقشات والدراسات لهذا المشروع.

في بعض الأوقات، يواجه سكان ديريك صعوبة لتأمين مياههم، لأن مركز المدينة منخفض عن أطراف المدينة، وبالتالي لا يمكن أن تصل مياه الآبار إلى جميع الأحياء. وقبل عام تم حفر بئر ويتم تشغيله حالياً بواسطة المولدات، والمولدات ضارة جدًا بالبيئة، ولذلك سيتم استخدام الطاقة الشمسية لخدمة الناس. وعلى هذا الأساس تم تخطيط المشروع وإعداده من قبل مهندسين وخبراء. وإلى جانب هذه المشاريع، نرسل تحديثات منتظمة حول الوضع المحلي. وكما ترون، قمنا ببعض الأعمال الرائعة ونأمل في توسيع هذه الجهود في المستقبل: بناء المزيد من الشراكات بين المدن، على سبيل المثال بين قامشلو وبرلين. علاوةً على ذلك، نريد تطوير المزيد من المشاريع في القطاع المجتمعي، ومن الأمثلة على ذلك بناء الشراكات بين الفرق الرياضية أو النقابات. بالنسبة لنا، من المهم التركيز على ربط الناس مع بعضهم في كلا المكانين، وليس فقط الإدارات.

ما هي الجهود المبذولة لمشاركة المعلومات المتعلقة بنظامكم هنا مع شعب برلين؟

بيريفان: يتم بذل بعض الجهود، على سبيل المثال نأمل إرسال وفد محلي إلى برلين، مثلما زارنا شركاؤنا من برلين في ديريك، نود زيارتهم وشرح أنظمتنا. خلال الزيارة التي قام بها وفد برلين إلى هنا، اندهش الناس وأعجبوا بنظام الحكم لدينا. لقد بنينا هذا النظام على الرغم من الهجمات المستمرة، مثل تدمير البنية التحتية المدنية، وهذه الهجمات تعتبر جرائم حرب، لأنها تتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي تنص على عدم مهاجمة المنشآت المدنية، وعلى الرغم من هذه الهجمات، فإن الناس هنا يقاومون ويؤمنون بمؤسساتنا، يتفاجأ الكثير من الناس بإرادة الشعب في الدفاع عن منازلهم وإعادة بناء مدنهم بعد كل هجوم، لكن الناس هنا لديهم ارتباط قوي جدًا بأرضهم.

ما الصعوبات التي تواجهونها؟

بيريفان: إلى جانب الصعوبات المالية، فإن الهجمات تجعل العمل اليومي صعبًا للغاية، على سبيل المثال، نخطط لمشروع وفجأة تبدأ الهجمات ونضطر على تحويل تركيزنا إلى شيء أخر.

وبخصوص المشاكل المالية، ميزانيتنا لا تكفي لتنفيذ جميع المشاريع، ويتأثر هذا النقص جزئياً بالحرب المستمرة. علاوة على ذلك، فإن العديد من الخبراء والأشخاص بشكل عام الذين يمكنهم تقديم أفكار وآراء رائعة، يفتقرون إلى الحماس للانضمام إلى عملنا، ومع ذلك، فإننا نبذل قصارى جهدنا لخدمة شعبنا.

نحن ممتنون جدًا لشراكة المدينة مع برلين، ونرى حماسهم لهذا العمل، الذي بدوره يحفزنا على القيام بعملنا على أفضل وجه بما يتناسب مع قدراتنا. هذه هي الطريقة التي نعمل بها في هذه المنطقة، ونأمل أن نكون قدوة للعالم أجمع.

ما أهمية الشراكة بالنسبة لك؟

جوان: أنا في منصب الرئيس المشترك للبلدية منذ عام تقريبا، إن اتفاقية الشراكة مع برلين مهمة جدًا بالنسبة لنا، كأشخاص من ديريك وكأشخاص من شمال شرق سوريا، تمنحنا هذه الشراكات والعلاقات الكثير من المعنويات والأمل، وعلى الرغم من الحرب التي تدمر باستمرار المرافق والخدمات التي يحتاجها الناس هنا للبقاء على قيد الحياة، فإن مثل هذه الاتفاقيات تمنحنا الكثير من القوة وتؤجج مقاومتنا.

فيما يتعلق بعملنا في مجال الشراكة في المدينة، لم نقم بعد بإنشاء تعاون رفيع المستوى، ولكننا نقوم بالتنسيق ونعقد الاجتماعات بانتظام.،وهم يتابعون وضعنا المحلي عن كثب، ونبقيهم على علم بمشاريعنا ونناقش مشاريعنا القادمة معًا. نحن ممتنون جدًا للمشاريع التي ساعدونا في تنفيذها، ونرى حقًا طاقتهم المستمرة للمساعدة والدعم، ومن خلال تبرعاتهم تمكنا من تنفيذ مشاريع ساعدت السكان بشكل كبير، مثل مشروع الصرف الصحي ومضخات المياه الجديدة. ومع استمرار دعمهم، تزداد قوتنا ومعنوياتنا.

كيف يكون تواصلكم معاً حين تكون هناك هجمات؟

جوان: نقوم بالتواصل عبر الإنترنت، حتى نتمكن من الوصول إلى بعضنا البعض بشكل أسرع، فـ عندما يحدث شيء كبير، يتواصل شركاؤنا معنا، بالنسبة لنا، هذا مهم، لأنه يظهر اهتمامهم وارتباطهم بنا، نرى أنهم يؤمنون بما نبنيه وأننا في بالهم، وكل هذا يساهم في تقييم شراكتنا على أنها ناجحة.

فيما يتعلق بنظامنا، أود أن أقول لكم بأننا نبذل قصارى جهدنا لتطبيق نظامنا في ظل هذه الظروف الصعبة. بالرغم من مواردنا المحدودة، تمكنا من تشكيل مجتمع ذو خلفيات ولغات متنوعة. تلعب البلدية دورًا رئيسيًا في نظامنا، ونظام الأمة الديمقراطية، ونظام الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، نحاول من خلال هذا النظام خدمة المجتمع بأفضل طريقة ممكنة.

بالطبع نواجه صعوبات، خاصةً في الجانب الأمني، ولكن أيضًا بسبب قلة الموارد، ومع ذلك، فإننا نبذل قصارى جهدنا، لقد تم تقييم عملنا بشكل إيجابي من قبل مجتمعنا، عملنا ليس بالأمر السهل هنا في البلدية، الأشخاص الذين يعملون هنا يعرفون ذلك جيدًا؛ نحن نتحمل الكثير من المسؤولية. وعلى الرغم من قلة الموارد، فإن تصميمنا وإرادتنا على تحقيق مشاريعنا يحدث فرقًا حقيقيًا، وهذا هو السبب الرئيسي لمشاركتي في هذا العمل.

بعض الناس غير راضين عن قلة مواردنا، ومن واجبنا أن نشرح لهم الوضع، وما هي الصعوبات التي نواجهها وما يمكننا القيام به، وكما هو الحال في الحرب، حيث يناضل الشعب، فمن المهم أن نكافح هنا أيضًا. إن عملنا هو تلبية احتياجات الناس، مثل الكهرباء والمياه، وتوفير احتياجات الناس اليومية. يعد تنفيذ المشاريع طويلة المدى صعباً حتى الآن، فعملنا الرئيسي هو تلبية احتياجات الناس اليومية.

هذه الشراكة تمنح القوة ليس لنا فقط في ديريك، بل للجميع في شمال شرق سوريا، نحن سعداء للغاية بالنتائج التي تم تحقيقها حتى الآن، وبالصداقة الحقيقية التي نعمل على بنائها. نحن منفتحون على تكوين المزيد من العلاقات مثل هذه. وكذلك الحال بالنسبة للمدن الأخرى – على سبيل المثال في قامشلو وكوباني هناك محاولات لبناء شراكات مماثلة، وأنا مقتنع أنه من خلال هذه العلاقات مع بلديات الشعب، فإننا نخطو خطوة نحو الحرية التي نسعى إليها وأن هذه الحرية سيناضل من أجلها الشعب، من أجل الشعب.

هل سيكون هناك أي تغييرات على نظامكم التنظيمي للبلدية مع العقد الاجتماعي الجديد؟

جوان: العقد الاجتماعي الجديد سيقوي المجالس والمؤسسات، فلسفتنا، أساس الإدارة الذاتية، متقدمة ومنفتحة ونعتبرها حلاً ممكناً لمشاكل كثيرة في هذا العالم، ومع ذلك، وعلى المستوى العملي، نحتاج إلى تقييم مقدار ما يمكننا تحقيقه، وما تم تحقيقه وعدد المحاولات التي قمنا بها.

لقد تم بذل الكثير من العمل في إعادة كتابة العقد الاجتماعي، وتم تمريره عبر جميع كتل المجتمع، من الكومينات إلى جميع المؤسسات، وتم الأخذ بعين الاعتبار آراء كافة فئات المجتمع وكافة المؤسسات. وعلى هذا الأساس يكون العقد للشعب، ومن خلاله سيتم ويتم اتخاذ خطوات كبيرة، سيؤدي تنفيذه إلى إزالة العديد من الصعوبات لعملنا أيضًا، ونأمل أنه من خلال تنفيذه، لن نغير طريقة عملنا فحسب، بل عقلية الناس أيضًا.

أود أن أضيف شيئًا أخيرًا، نحن نقدر بشدة أي دعم لـشمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية،وأريد أن أنهي كلامي بالقول إننا سنناضل من أجل الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية.