مقابلة – محمد العمر (الإدارة العامة لقوى الأمن الداخلي لإقليم شمال وشرق سوريا)
على مدار أربعة أيام من شهر يناير، شنت تركيا غارات جوية على أكثر من 50 موقعًا في شمال وشرق سوريا، مستهدفةً البنية التحتية الرئيسية للكهرباء والنفط، بالإضافة إلى المواقع الصناعية ونقاط تفتيش الأسايش (قوات الأمن الداخلي) والمصانع ومنازل المدنيين.
وبهذا الخصوص تحدث مركز معلومات روج آفا مع “محمد العمر”، وهو الإدارة العامة لـ قوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا.
هل يمكنك وصف الهجمات؟ وما هي المواقع التي تم ضربها؟
لوصف الوضع، نحن بحاجة إلى النظر بعمق في جميع الأبعاد هنا، ربما يظن الناس أن هذا سؤال بسيط – في ظل الوضع المرئي – لكن ما يجري بعيد عما تراه في وسائل الإعلام، نرى الطائرات وطائرات بدون طيار تستهدف مواقع دفاعية مثل نقاط تفتيش الأسايش والبنية التحتية الخدمية، لكن هذه في الواقع هجمات على الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا؛ إنها هجمات على مشروعها، وليس على مواقع. وفي الوقت الحاضر، يتم استهداف البنية التحتية ومراكز الخدمية، ربما سيتم استهداف المدارس أيضًا، وربما سيتم استهداف المراكز الصحية أيضًا. إن عقلية تركيا فيما يتعلق باستهداف البنية التحتية هي استهداف مشروع لإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا. حيث يُظهر الاستهداف الحالي للبنية التحتية أن تركيا تخشى النظام الديمقراطي والإنساني لـ لإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا.
كم عدد المواقع التي تم ضربها؟
لقد تمت تغطية هذا بشكل جيد في وسائل الإعلام، حيث شهدت عشرات المواقع، من ديريك إلى الشهباء، هجمات جوية وبرية، بأساليب مختلفة مثل المدفعية والطائرات بدون طيار.
ما هو عملكم – عمل الأسايش – في شمال وشرق سوريا؟
يعتمد الإنسان على شيئين: الحماية والاستقرار، أن أحد الأشياء ذو الأهمية التي يجب أن يتمتع بها المجتمع هو الأمن، وعندما يتمتع الناس بالحماية، يمكن للمجتمعات أن تتطور وتستقر. أهمية الأسايش أساسية. وترتبط هذه الأهمية بعلاقة قوات الأمن بمجتمعها وكيفية حمايتها للمجتمع. عندما يعيش الناس في أمان، فإنهم أيضًا سيبذلون جهدًا ويكافحون من أجل نجاح مشروعهم.
عندما تقوم تركيا بشن غارات جوية، كيف هو الوضع بالنسبة لكم؟
إنه ليس وضعًا طبيعيًا – لا يمكننا القيام بعملنا بشكل طبيعي أثناء الهجمات، لكن كقوات أمنية نحن منظمون. لقد أثبتنا للعالم أجمع – وليس فقط لمكونات هذا المجتمع – أن قواتنا الأمنية منظمة، وهي قوة لها استراتيجيات وخطط ومشاريع لها نتائج. الأسايش قوة تم تدريبها وقد مررنا بالكثير من التجارب التي نتدرب عليها. هنا في روج آفا، الهجمات ليست شيئًا جديدًا، نحن نُستهدف طوال الوقت. تم تشكيل الإدارة الذاتية في عام 2014. وتم تشكيل الآسايش في خريف ذلك العام، منذ ذلك الحين، وحتى الآن، نتعرض للهجوم. لكن شكل الاستهداف والضرب تغير، ففي السابق كانوا يستهدفوننا بالعبوات والأحزمة الناسفة، حيث استخدم بعض الأشخاص هذه الأساليب لاستهداف قواتنا، منهم من فجروا أنفسهم داخل مراكزنا. كقوات أمن، لدينا تاريخ طويل مع هذا النمط من الهجمات، وقد مررنا بكل هذه الظروف. لدينا خطط طوارئ. لكن تركيا تستهدف أمننا بقصف هذه المواقع. هذا القصف يستهدف أمننا بشكل مباشر.
لماذا كثيراً ما تستهدف تركيا نقاط تفتيش الأسايش ؟
لقد ذكرت أن تركيا تستهدف البنية التحتية كـ المراكز الصحية وحقول النفط ومراكز الخدمات ومرافق الكهرباء والغاز، حتى أنها تستهدف بعض المواقع داخل الوحدات السكنية، وهذا يدل على أن استراتيجية تركيا هي زعزعة استقرار المنطقة، وتهدف هذه الهجمات أيضًا إلى إبعاد الناس عن القوات التي تحميهم. علاوةً على ذلك، فإن هذه الهجمات تساعد الخلايا النائمة في المنطقة، فعند أثناء حدوث الهجمات، تستفيد الخلايا النائمة. هناك خلايا نائمة في دير الزور على سبيل المثال. إنهم ينشطون ويحاولون التحرك. هناك خلايا نائمة لداعش ولكن هناك أيضًا خلايا أخرى تعمل لصالح مجموعات أخرى. سوف يستفيدون بالتأكيد من هذه الهجمات. لذا، فإن تركيا لديها هدفان من ذلك: زعزعة استقرار المنطقة وخلق فجوة بين الشعب وتلك القوى التي تحميهم.
يبدو أنه في كل مرة تبدأ فيها تركيا حملة غارات جوية أخرى، تكون نقاط تفتيش الأسايش هدفاً رئيسياً. نقاط التفتيش الخاصة بكم مكشوفة للغاية، ومعرضة للخطر. كيف تتعاملون مع هذا الخطر؟
هناك خطر. لكن منذ عام 2014، نحن – قوات الأمن – تعهدنا أمام مجتمعنا وشعبنا وعائلاتنا بأن نقوم بعملنا، ونصحح أخطائنا، ونقوي أنفسنا، ولن نستسلم. أولئك الذين يهاجموننا يغيرون استراتيجيتهم الحربية. ونحن نغير استراتيجياتنا الدفاعية. نحن مستعدون إذا تحركت الخلايا النائمة. الآسايش هي التي تتعامل مع خلايا داعش النائمة. نعتقل الكثير منهم. ونضع الحلول لحماية المنطقة ومعالجة الأزمات. لقد ضحينا بالكثير من أجل هذا. على سبيل المثال، في الآونة الأخيرة، هؤلاء الأسايش الذين استشهدوا في أكاديمية مكافحة المخدرات [في أكتوبر/تشرين الأول]. وهم كانوا من القسم الذي يضع على عاتقه مسؤولية حماية المجتمع من المخدرات. هناك خطر. لكن الخطر الأكبر هو في الواقع إذا توقفنا عن عملنا؛ لو سمحنا لعزيمتنا أن تنكسر.
وكنتم كإعلاميين تتابعون الوضع عندما دخل داعش إلى هذه المنطقة، هناك أثباتات تظهر من أين دخل داعش إلى هذه المنطقة. لقد فشل مشروع داعش، لكن ظهرت مشاريع أخرى. على سبيل المثال، أحرار الشام، وجبهة النصرة، وغيرهم الذين لديهم نفس النوع من الأيديولوجية والأشخاص، نراهم في دير الزور متنكرين بزي “أبناء العشائر”، يقاتلون تحت اسم القبيلة، لكن من يفعل ذلك هم أولئك الذين كانوا في السابق ضمن داعش. عندما نحتاج إلى حماية مناطق معينة، فإن ذلك يخلق ثغرات أمنية في مناطق أخرى. وتغتنم الخلايا النائمة التابعة لداعش وغيرها هذه الفرص لتنشط من جديد.،على سبيل المثال، تم استهداف محيط سجن غويران [الصناعة] في الحسكة. بدأت النساء في مخيم الهول بالتحرك، ومن المؤكد أن هذه الهجمات هي التي تسمح بذلك، إن هجمات تركيا هي بمثابة جهاز الإنعاش، فهي تسمح بإحياء أو انتعاش هذه الجماعات وفتح الطريق لهم للعودة إلى الساحة مرة أخرى، لذلك نحن نتخذ تدابير وندرس الوضع ونتابعه عن قرب وبشكل جيدا ونتحضر لأي وضع ممكن.
مؤخرًا، شارك التحالف صورًا من جلسات تدريب الأسايش التي كانوا يساعدون فيها في تقديم النصائح. ومع ذلك، ظل التحالف صامتًا فيما يتعلق بهجمات تركيا على شمال شرق سوريا. كيف ترى هذا الوضع؟
قوات التحالف متواجدة على الأرض. وكآسايش – وقوات سوريا الديمقراطية – فإن علاقتنا معهم مبنية على أسس مكافحة الإرهاب، لذا فإن التدريب المشترك يتم في نطاق هذه العلاقة. وتهدف هذه الدورات التدريبية إلى حماية السجون والمعسكرات. ولقوات التحالف سياستها وتوجهاتها الخاصة. ولن ننتظر أن يهب الآخرون للدفاع عنا. نحن هنا، وقد أخذنا هذه المسؤولية على عاتقنا. يمكن للدبلوماسيين الإجابة على هذا السؤال بشكل أوضح وأفضل.
هل هناك أشياء أخرى تريد أن تذكرها؟
تشكلت قوات الأسايش من المجتمع نفسه. نهجنا يختلف عن المعارضة وعن النظام. نحن نتبع نهجاً ديمقراطياً. لقد قطعنا خطوات كبيرة حقًا وحققنا الكثير من الإنجازات. عندما تشتد الهجمات ضدنا، فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح.