تقرير الخلايا النائمة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) – قائد قوات سوريا الديمقراطية يقول إن داعش يستفيد من التوترات بين الولايات المتحدة و الميليشيات المدعومة من إيران

,

 

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا خلال قيامهم بعملية في هذا الشهر

 

الأحداث الرئيسية:

 

  • تم تأكيد 11 هجمة لخلايا داعش النائمة في مناطق شمال وشرق سوريا خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، و هو أقل من الشهر الماضي تشرين الأول (ديسمبر) حيث كان عدد الهجمات 17 .

  • خلال هذه الهجمات قتل 4 عسكريين وأصيب 5 آخرون، كما أصيب 7 مدنيين.

  • تم تنفيذ 10 مداهمات على خلايا داعش النائمة، أسفرت عن اعتقال 17 شخصاً ومقتل أحد قياديي داعش.

  • تواجه شركة Benance لتبادل العملات الرقمية عقوبات بسبب تمويل داعش.

  • قيام زوجات عناصر داعش المعتقلين بمظاهرة في مخيم الهول.

  • بعد الاشتباكات بين القوات المدعومة من إيران و القوات الأمريكية، صرح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن مثل هذه التوترات تفيد تنظيم داعش.

  • محكمة أسترالية تحكم ضد الالتزام بإعادة مواطنيها من معسكرات شمال وشرق سوريا.

 

في شهر تشرين الثاني (نوفمبر )، شنت خلايا داعش النائمة 11 هجوماً مؤكداً في شمال وشرق سوريا، أسفر عن مقتل 4 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية والأسايش، وإصابة 5 آخرين، إلى جانب إصابة 7 مدنيين . وبسبب الوضع المضطرب في دير الزور, ومع نشاط الميليشيات المدعومة من إيران والمقربة من الحكومة السورية بشكل متزايد، لم يتم تسجيل بعض الهجمات التي وقعت على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة على إنها هجمات من قبل خلايا داعش النائمة أو أنها من قبل إحدى الجماعات الإرهابية، أو جماعات مسلحة محلية، ولهذا السبب، ربما يكون العدد الفعلي لهجمات خلايا داعش النائمة أعلى.

كما أنه مع استمرار العنف في دير الزور – و الذي بدأ بشكل جدي في تشرين الأول – جعل تنظيم داعش قادراً على العمل بطبقة إضافية من التشتيتات الأمنية لقوات سوريا الديمقراطية.

 

كما نفذت قوات سوريا الديمقراطية والأسايش في هذا الشهر 10 مداهمات على الخلايا النائمة لتنظيم داعش، و التي أسفرت عن اعتقال 17 عضواً ومنتسباً للتنظيم، فضلاً عن مقتل قيادي رفيع المستوى. وأيضاً تم القبض على العديد من القياديين الرئيسيين الآخرين في داعش خلال المداهمات، منهم: “محمد صخر البكرالذي ورد أنه المنسق الرئيسي لعملية الهروب من سجن الصناعة في يناير، ومحمد محمود حمادةوالذي يقال إنه المسؤول عن تهريب عائلات وأطفال داعش إلى الأراضي التركية والمناطق المحتلة، وأيضاً كان المدير المسؤول عن تسليح داعش في دير الزور، ومسؤول عن نشاط خلايا داعش النائمة في الحسكة. وقيادي آخر في التنظيم لم يذكر اسمه.

كما تم قتل أمير الزكاة العراقي في تنظيم داعش خلال إحدى المداهمات في الشدادي.

 

وفي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) أيضًا، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة Binance لتبادل العملات الرقمية بسبب تمويل الإرهابالمتعلق بتنظيم داعش. وقال تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية: “فشلت منصة Binance في إبلاغ شبكة مكافحة الجرائم المالية (FinCEN) )عن المعاملات المرتبطة بالجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش وكتائب القسام التابعة لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني)، وصرحت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت لايلين: “لقد غضت منصة Binance الطرف عن التزاماتها القانونية في سعيها لتحقيق الربح، وقد سمح إخفاقها المتعمد بتدفق الأموال إلى الإرهابيين ومجرمي الإنترنت والمعتدين على الأطفال من خلال منصتها“.

استخدم داعش منصة Binance كمورد للتبرع من خلال تبادل العملات الرقمية، حيث يكون تتبع التمويل أقل سهولة.

السكرتير الصحفي للبنتاغون بات رايدر.

منذ بدء الحرب الحالية في غزة، تتبادل الميليشيات المدعومة من إيران والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الضربات في شمال وشرق سوريا. وبدأت الميليشيات المدعومة من إيران في تصعيد هجماتها الصاروخية والطائرات بدون طيار بشكل كبير، والتي استهدفت القواعد الأمريكية في جميع أنحاء سوريا والعراق، في أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف والحصار على غزة. وفي الفترة بين 17 أكتوبر/تشرين الأول و28 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا المواقع الأمريكية في 74 مناسبة. ورد الجيش الأمريكي بثلاث جولات من الغارات الجوية في سوريا وواحدة في العراق.

وفي مقابلة مع المونيتور، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي: “لا نريد أن تصبح منطقتنا ساحة معركة بين الولايات المتحدة والميليشيات المدعومة من إيران، وقد أخبرناهم بذلك“. ونحن نحاول الحد من هذه التوترات لأننا نعلم جميعًا من المستفيد في النهاية: وهم [داعش]”.

كما كشف عبدي أن الميليشيات المدعومة من إيران هاجمت أيضاً قوات سوريا الديمقراطية بشكل مباشر، وذلك بغارة انتحارية بطائرة بدون طيار استهدفت مستودع ذخيرة لقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، مما تسبب في وقوع إصابات وأضرار مادية جسيمة. وقال أيضًا إن بعض الجماعات مثل داعش يمكن أن تتشجع بفضل تصرفات إسرائيل في غزة، قائلاً: “هذه القوة غير المتناسبة التي تنشرها إسرائيل حاليًا تخلق أرضًا خصبة للتطرف. كما إننا مازلنا في الأيام الأولى، ولكن خطر حدوث دورة جديدة من الإرهاب المتطرف التي يمكن أن تشعل النار في المنطقة وتمتد إلى الغرب هو خطر حقيقي للغاية. حيث أن الصراع في غزة يوفر للجماعات الإرهابية مثل داعش الفرصة لتعزيز جهودها الدعائية والتجنيدية، ونحن نتوقع تمامًا رؤية ظهور مجموعات إرهابية جديدة تستخدم غزة لإضفاء الشرعية على وجودها، وأن نرى بالفعل الجماعات الموجودة تعمل بشكل متضافر تحت مسميات جديدة.

 

وأثار النشاط المتزايد للميليشيات المدعومة من إيران والتهديد الذي يشكله ذلك على ما يقرب من 900 جندي أمريكي متمركز في سوريا تساؤلات جديدة حول غرض واستدامة الوجود الأمريكي في المنطقة.

 

وفي مؤتمر صحفي، أكد السكرتير الصحفي للبنتاغون بات رايدر أن “القوات الأمريكية موجودة في العراق وسوريا لغرض واحد، وهو الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش. لهذا السبب هم هناك، وهذا ما سيواصلون التركيز عليه. لذلك فإن هذا منفصل ومتميز عن الوضع في إسرائيل، بين إسرائيل وحماس. ومرة أخرى، رسالتنا هي أننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية تلك القوات، وردع الهجمات المستقبلية، وإذا احتجنا إلى الرد، فسنفعل ذلك في الوقت والمكان الذي نختاره”.

 

مخيم الهول

 

وقد وصل النشاط العنيف في مخيم الهول إلى أدنى مستوياته منذ عدة أشهر. وفي حين أن هذا يعد دليلاً على العمليات الأمنية التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية والأسايش داخل المخيم – والتي شهدت الاستيلاء على الأسلحة، واعتقال أعضاء داعش، واكتشاف أدوات التعذيب – إلا أن وجود المنتمين إلى داعش في المخيم لا يزال قائماً. كما أنه في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، نظمت نساء مخيم الهول – زوجات مقاتلي داعش المحتجزين في سجون شمال شرق سوريا – وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أزواجهن.

 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أعادت العراق 776 من مواطنيها من مخيم الهول في شمال وشرق سوريا، ولا يزال هناك 24,147 عراقيًا في المخيم، حيث أن هذا العدد يقارب نصف سكان المخيم البالغ عددهم 49432 نسمة، ويوجد 7,257 أجنبياً من بلدان أخرى و18,028 سورياً، وهذا وفقاً لبيانات RIC.

 

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عقد مجلس سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور المدني التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مؤتمراً في دير الزور، دعا فيه الشخصيات العشائرية والسياسية في المنطقة لمناقشة الوضع الأمني ​​والاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وكانت إحدى نتائج ذلك القرار بضمان العودة الدورية والمنظمة لهؤلاء الأفراد والعائلات في مخيم الهول الذين ينحدرون من دير الزور. وفي حين يمكن لجميع الأفراد السوريين في مخيم الهول التقدم بطلب العودة إلى ديارهم إذا رغبوا في ذلك، فإن إجراءات المغادرة التي تتبعها الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا تتطلب وثائق هوية لأسباب أمنية، ولا يملك الكثير من سكان المخيم مثل هذه الأوراق، حيث أنهم فقدوها أو تركوها خلال سنوات الحرب، مما يزيد من تعقيد حالتهم.

 

وعلى النقيض من القسمين العراقي والسوري من المخيم الذي يضم بعض الأشخاص المؤيدين لداعش وبعضهم ممن يرفضون الجماعة بشدة فإن القسم الملحق بأجانب الدول الأخرى في المخيم يحتوي على نسبة عالية من النساء الملتزمات أيديولوجياً بداعش ويفرضن سيطرتهن على التنظيم، ويحكمن بحكم داعش من يعيش معهم، بما في ذلك الأطفال.

 

ونظراً للخطر الأمني ​​الذي يمثله نمو تنظيم داعش داخل المخيم، أو احتمال الهروب من المخيم، أو هجوم على المخيم من قبل خلايا داعش النائمة، فقد دفعت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدول التي لديها مواطنين في المخيم إلى تحمل المسؤولية عن مواطنيها وإعادتهم إلى الوطن، حيث كانت العديد من الحكومات الغربية مترددة في القيام بذلك، إذ تقاوم هذا الالتزام وتتباطأ.

منها أستراليا، حيث قضت محكمة أسترالية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر بأن أستراليا ليست ملزمة قانونًيا بإعادة مواطنيها المتبقين في معسكرات الاعتقال، مما يضيف حاجزًا أمام جهود الإعادة إلى البلاد. مع العلم بأن آخر عملية إعادة لأستراليا كانت في أكتوبر 2022، والتي شملت 4 نساء و13 طفلاً، ولا تزال هناك 11 امرأة و20 طفلاً من أستراليا في مخيمات شمال شرق سوريا، ويقيم معظمهم في مخيم روج.