تاريخ الثورة: أنجز الكثير، ولا يزال هناك الكثير يجب أن يُنجز _ الجزء الأول

, ,
Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?

Reload Reload document
| Open Open in new tab

Download [386.72 KB]

 

قامت ثورة روج آفا في 19 تموز 2012 ، عند إعلان المقاطعات الثلاثة ذات الغالبية الكردية في سوريا استقلالها عن الحكومة المركزية في دمشق، منذ ذلك الوقت بدأت المحاولات لإنشاء بنية مجتمعية على أساس المساواة بين الجنسين، والوضع البيئي في هذه المناطق، وتمثيل الشعب عن طريق ممثلون ديمقراطيون، وتنظيم الحياة وإدارة المجتمع عن طريق المجالس والكومينات، وبدأت الثورة من مدينة كوباني قبل عشرة أعوام  وكانت الإدارة الذاتيةوليدة هذه الثورة القائمة على أساس القيم الديمقراطية، والتي لا تزال تحارب أعداء داخلية وخارجية بالإضافة إلى الخلافات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية مع الحكومة المركزية في دمشق، بالإضافة إلى حربها مع الدولة التركية وداعش المهدد الرئيسي لأمن المشروع السياسي في المنطقة.

أن استمرارية الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والمناطق ذات الأغلبية العربية على ضفاف نهر الفرات هو إنجاز كبير بحد ذاته، هذه الثورة التي بقيت متعهدة وملتزمة بالحفاظ على قيمها وعززت إنجازاتها، على الرغم من إمكاناتها المحدودة، لديها شيء ليتعلم منها العالم إدارة السلطة، حيث شارك عدد كبير من شرائح المجتمع في عديد من الأنشطة المحلية والاجتماعية، وتواجدوا في المجالس والكومينات إلى جانب العمل في قطاع الصحة والحركات النسائية ومشاريع الدفاع عن النفس.

غزت الدولة التركية شمال شرق سوريا مرتين منذ عام 2016، ومازالت مستمرة باحتلال مساحات كبيرة من أراضي شمال شرق سوريا، أما تنظيم الدولة الإسلامية لم يهزم إلا من الناحية الإقليمية في عام 2019، فبعد أربع سنوات شاقة هُزم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لأول مرة في عام 2014 _2015 في معركة كوباني، ومنذ ذلك الوقت بقي تنظيم الدولة نشطاً في شمال وشرق سوريا وشن هجمات كبيرة و متقطعة بشكل أو بآخر كـ شن بعض الهجمات الاستنزافية في منطقة دير الزور بهدف إثبات وجود التنظيم، روج آفا كانت فرداً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ما يسمى بـ (داعش)، أدى الاحتلال التركي في شمال شرق سوريا إلى زيادة مخيمات اللاجئين، ونقص المياه، وفشل محاصيل الزراعية، وانتشار الفقر بشكل كبير. ولكن على خلفية الحرب الجارية، الاحتلال، والحصار بسبب الحرب الأهلية السورية، والوضع الإنساني غير المستقر الذي يجعل المواد في حال ضئيلة، صمدت روج آفا بدفاع عن مناطقها بمدة عشر سنوات، المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا بدأت بالتوسع في عام 2012، والآن تضم ثلث الأراضي السورية.

يهدف هذا التقرير وخاصة ًالجزء الثاني إلى التركيز على التحديات اليومية من أجل تقديم نظرة ثاقبة لمجتمع شمال شرق سوريا بعد شر سنوات من انطلاق الثورة. ولقياس التحديات الحقيقية ونقصان وتجنب الخطاب الجوهري بشكل أساسي كما ذكر أعلاه، سيتم التركيز على حياة الناس في شمال وشرق سوريا وعلى التغييرات الحياة الحقيقيةويتجزأ هذا التقرير إلى جزئيين، الجزء الأول يتحدث عن تاريخ ثورة روج آفا، كما سيتناول الصعوبات والتهديدات التي واجهتها شمال شرق سوريا منذ ذلك الوقت، ومع ذلك سيغطي هذا الجزء من التقرير المعاهدات من البنية السورية الواقعية، والجزء الثاني سيذكر تفاصيل كثيرة حول العلاقات الاجتماعية الحالية في شمال شرق سوريا، والتركيز على بعض الجوانب الاجتماعية وأيضاً يقيس تطورات الثورة منذ عشر سنوات، بشكل خاص يتم التركيز على مواضيع النظم القانونية مثل الرعاية الصحية والاقتصاد السياسي، والجزء الأخير سيكون حول مستقبل وفرص ومخاطر التي يراها الأشخاص الذين يعيشون في شمال وشرقي سوريا وما هي التطورات التي يرغبون فيها وما هي التطورات التي يرونها محتملة على خلاف تهديدات الحرب وكيف سيستعدون لها؟