تقرير الخلايا النائمة أيلول/سبتمبر – المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال “عملية الإنسانية والأمن” تساعد قوات سوريا الديمقراطية على كشف مخبأ ضخم لأسلحة داعش

, ,
وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد تشن حملة على بلدة في الحسكة.

وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد تشن حملة على بلدة في الحسكة.

-النقاط الرئيسية

  • انتهت عملية (الإنسانية والأمن) في مخيم الهول، باعتقال 105 فرد آخرين، بعد 121 فرداً اعتقلوا مسبقا خلال العملية في شهر أغسطس/آب.
  • انخفاض حدة أعمال العنف في داخل وكذلك في شهر أغسطس.
  • ظل تواتر هجمات الخلايا النائمة المسجلة (23) مشابهاً لهجماتهم في أغسطس (25).
  • بعيدا عن “عملية الإنسانية والأمن”، تم تنفيذ 19 عملية مداهمة من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف أسفروا عن اعتقال 63 مشتبهاً بانتمائهم إلى داعش، وكشفت غارة واحدة عن مخبأ ضخم للأسلحة.
  • جددت شخصيات داخل وخارج شمال شرق سوريا الدعوات إلى إعادة عناصر الداعش إلى بلادهم.

التفاصيل:

بعد تصاعد نشاط الخلايا النائمة خلال شهر آب، واصلت خلايا تنظيم داعش شن هجماتها طوال شهر سبتمبر، لا سيما في منطقة دير الزور. في هذا الشهر، سجل مركز RIC بشكل كلي 23 هجوماً نفذتها خلايا نائمة لداعش، مما أسفر عن مقتل 19 عسكرياً و10 مدنيين، وإصابة 16 عسكرياً

في 17من شهر سبتمبر، انتهت “عملية الإنسانية والأمن” في مخيم الهول، بعد 24 يوما. وفي بيان ختامي، أعلنت قوات الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا (الأسايش) أنه تم اعتقال 226 مشتبهاً بانتمائهم إلى داعش، 36 منهم من النساء.  والعثور على 25 نفقا/خندقا، وصودرت 3 بنادق من طراز AK-47 و10 مجلات و388 رصاصة وقذيفتي آر بي جي ومسدسان و25 قنبلة يدوية و25 كيلوغراما من متفجرات تي إن تي و9 سترات هجومية وأدوات تعذيب مختلفة وأجهزة اتصال. بالإضافة إلى مواد تعليمية يبدو أنها لغرض نشر أيديولوجية داعش. وخلال العملية، أطلقت وحدات حماية الشعب سراح 2 من النساء الإيزيديات ، اللواتي أجبرن على إخفاء أنفسهن وهويتهن. كما عثروا على عدة نساء مقيدات بالسلاسل في الخيام، وعلى أجسادهن آثار تعذيب، يشهدن على وحشية أنشطة الجماعات التابعة لداعش في المخيم.

وأوضح البيان الختامي بالتفصيل ما تم رؤيته من تكتيكات وأساليب وأنشطة الخلايا النائمة، استنادا إلى المعلومات المكتسبة من أجهزة الاتصال المُصادرة، و اعترافات مقاتلي داعش المعتقلين. أولا، أشاروا إلى أن داعش يعتمد بشكل كبير على النساء لنشر أيديولوجيته في مخيم الهول. تعقد النساء المنتمين إلى داعش جلسات “تعليمية” متكررة، وينفذن هجمات انتقامية عنيفة وترهيب داخل المخيم، وينظمن الأطفال استعدادا للأدوار القتالية. وتؤدي هؤلاء النساء أيضا دوراً حاسماً من حيث نقل المعلومات والموارد المادية داخل المخيم وخارجه. ثانيا، ذكروا أن الأسلحة التي أُدخلت إلى مخيم الهول عبر ثلاث قنوات رئيسية:

[1] كان عن طريق موظفو المنظمة الإنسانية بهار الذين ساعدوا في تهريب الأسلحة والأموال بالإضافة إلى أشخاص داخل المخيم وخارجه (مقر منظمة بهار في غازي عنتاب /تركيا )،

 [2] عندما تضخم عدد سكان المخيم بعد هزيمة داعش في الباغوز (2019)، دخلت العديد من الأسلحة إلى المخيم مخبأة تحت ملابس الناس، لأن الظروف اللوجستية والأمنية كانت صعبة في ذلك الوقت.

[3] تصنيع الأسلحة الخام داخل المخيم، مثل الخناجر و أجهزة التعذيب.

وذكرت الأسايش أيضا أن إحدى النساء المعتقلات، وهي رويدة حمود سالم من العراق، اعترفت بمعلومات عن دورها في المخيم كجزء من “لواء أنصار العفيفات” الذي نفذ العديد من عمليات القتل، ودفن الجثث في قنوات الصرف الصحي.  ووفقا للأسايش، كانت لديها أسلحة مهربة لها ولنساء داعش الأخريات اللواتي كانوا يعشن معها في الخيمة، من أجل تنفيذ عمليات الإعدام والتعذيب. وجمعها لمعلومات عن معارضي داعش في المخيم.

منذ بداية “عملية الإنسانية والأمن”، كان من الواضح أن العديد من سكان المخيم يرفضون داعش وأيديولوجيته. ومع ذلك، فإن إصرار التنظيم الإرهابي، والتحديات التي تواجهها قوات سوريا الديمقراطية في إزالة وجودها، قد ظهر بوضوح عندما تم رفع علم داعش من برج مياه في القسم الخامس من المخيم، بعد 10 أيام من الانتهاء من “عملية الإنسانية والأمن”.

علم داعش على برج المياه في مخيم الهول.

علم داعش على برج المياه في مخيم الهول.

داخل مخيم الهول، كانت أعمال العنف قليلة نسبيا لهذا الشهر. تم العثور على جثة لرجل عراقي في القسم الرابع من المخيم، مما يمثل جريمة القتل الوحيدة في المخيم لشهر سبتمبر. خلال “عملية الإنسانية والأمن”، حاولت مجموعة مكونة من 7 أفراد من المنتسبين إلى داعش الهروب المسلح من المخيم، وفقدان عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية لحياتهم في الاشتباكات الناجمة عن ذلك.  كانت هناك أيضا محاولة هروب منفصلة من رجلين من مخيم الهول تم القبض عليهما.

) Y.A.T.وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية) في مخيم الهول خلال "عملية الإنسانية والأمن"

) Y.A.T.وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية) في مخيم الهول خلال “عملية الإنسانية والأمن”

خارج مخيم الهول، بلغ عدد هجمات الخلايا النائمة 21هجوماً، وتركزت هذه الهجمات بشكل كبير في دير الزور.  15 هجوماً استهدف أفراد من قوات قسد بشكل مباشر، من خلال الهجوم بالرشاشات والعبوات الناسفة على السيارات أو نقاط التفتيش. وفي هجوم آخر، أسر مسلحو داعش 6 جنود من قوات سوريا الديمقراطية أثناء عودتهم من حقل العمر النفطي و تصويرهم إثناء أطلاق النار عليهم.

 بعد بدء “عملية الإنسانية والأمن”، أصدر تنظيم الدولة الإسلامية بيانا يطلب فيه من أنصاره خارج المخيم بالرد: على قناتهم الإخبارية، ادعى داعش أن هذا الهجوم كان أحد هذه “الانتقامات”. 

كما أبلغت قسد عن حادثة تمكنت فيها وحداتها من تفكيك عبوة ناسفة زرعت في سيارة، ومنع انفجارها. بالإضافة إلى قتل 10 مدنيين وأصيب 2 بجروح جراء أنشطة الخلايا النائمة في جميع أنحاء شمال شرق سوريا. وفي أحد الهجمات التي وقعت في قرية طيب الفل بدير الزور، قتل مسلحو خلية نائمة رجلا وامرأة، تاركين ملاحظة بجانب جثتيهما تعلن أنهما قتلا بتهمة “ممارسة السحر وارتكاب الهرطقة”.  وعلقت خلايا داعش تهديدات مكتوبة لموظفي الإدارة الذاتية على جدران المباني العامة في مدينة البصيرة، دير الزور. ووقعة حادثة مماثلة في الشهر الماضي. علاوة على ذلك، في إحدى المرات، دمروا المشتبه بانتمائهم إلى داعش شواهد قبور في بلدتي السوسة والشفاه شرق دير الزور.

وعلى قناة أعماق الإخبارية التابعة لداعش، زعم تنظيم الدولة الإسلامية أيضا أنه نفذ 12 هجوما إضافيا، لم يتمكن مركز RIC من التحقق منهم بشكل واضح.

صورة من موقع أعماق نيوز التابع لداعش – مسلحو داعش بعد مقتل 6 جنود من قسد في هجوم "انتقامي".

صورة من موقع أعماق نيوز التابع لداعش – مسلحو داعش بعد مقتل 6 جنود من قسد في هجوم “انتقامي”.

استنادا إلى المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال أجهزة الاتصال المصادرة خلال “عملية الإنسانية والأمن”، واعترافات المرتبطين بداعش، نفذت قوات سوريا الديمقراطية 19 غارة أمنية في شمال شرق سوريا خلال هذا الشهر بالتعاون مع التحالف الدولي، 8 من هذه الغارات وقعت في دير الزور. في السابق، أثارت غارات قسد لمكافحة الإرهاب في دير الزور استياء بين بعض السكان المحليين، خاصة في المناسبات التي يتم فيها اعتقال جماعي، ويتم إطلاق سراح معظم الأشخاص لاحقا لعدم وجود صلة لهم بداعش. وفي الوقت نفسه، يعاني السكان المحليون في دير الزور بشكل كبير من أنشطة داعش الإرهابية، وبالتالي يطالبون بمعايير أعلى من قسد، فيما يتعلق بالقضاء على الخلايا النائمة. وقال زعيم المحمود، من قبيلة المشهور في دير الزور، مؤخرا “نطالب قوات سوريا الديمقراطية بتكثيف حملاتها الأمنية لنشر الأمن والاستقرار في المنطقة والقضاء على الخلايا الإرهابية”.

خلال المداهمات ال 19 لقوات سوريا الديمقراطية ، تم اعتقال 63 مشتبها بانتمائهم إلى داعش، وأفادت بأن 6 منهم كانوا يعملون بشكل خاص في تمويل أنشطة الخلايا النائمة، من خلال ترتيب التحويلات المالية وتقديم مساعدات التواصل. في إحدى المداهمات في قرية قروان، تل حميس، كشفت قسد عن مخزن ضخم للأسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة. وكانت من بين المواد التي صودرت 200 قذيفة آر بي جي، و58 من طراز AK-47s، و19 قنبلة يدوية، و19 لغما، وكميات كبيرة من مادة تي إن تي. وفي الأشهر التي سبقت محاولة داعش الهروب من سجن غويران في الحسكة في كانون الثاني/يناير من هذا العام، كشفت حملات قسد عن مخابئ أسلحة مماثلة وإن لم تكن بهذا الحجم تشير مخازن الأسلحة هذه إلى أن داعش يستعد لهجوم آخر واسع النطاق.

 عثرت قوات سوريا الديمقراطية على مخبأ ضخم لأسلحة داعش في تل حميس.

عثرت قوات سوريا الديمقراطية على مخبأ ضخم لأسلحة داعش في تل حميس.

وشهد هذا الشهر أيضا أنشطة بارزة للأسايش خارج نطاق الغارات الرسمية. في 20 من شهر سبتمبر/أيلول، حاولت الأسايش إيقاف سيارة مشبوهة. وكان في داخلها أمير لتنظيم الدولة الإسلامية (قائد كبير). وأسفرت الاشتباكات الناتجة عن ذلك عن مقتل الأمير رمياً بالرصاص وإصابة عدد من أفراد الأسايش. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أفادت الأسايش بأنها أحبطت محاولة هجوم على مخيم الهول. وكانت خلية نائمة قد أعدت سيارتين مفخختين للهجوم. وقالت الأسايش بأنها اعترضت الخلية بالقرب من قرية أم فقيك، حيث فجرت الخلية إحدى السيارتين. وفي القتال الذي أعقب ذلك، زعمت الأسايش أن 4 من أعضاء الخلية قتلوا، بينما أصيب 1 بجروح واعتقلوه لاحقا. وفككت الأسايش السيارة الثانية وضبط 3 رشاشات كلاشينكوف.

وطوال شهر سبتمبر، دعت شخصيات سياسية وعسكرية من داخل وخارج شمال شرق سوريا الجهات الدولية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن إعادة عناصر داعش أوطانهم . وقال قائد التحالف الدولي لهزيمة داعش، كلود تيودور: “ندعو جميع الدول التي يتواجد مواطنوها في هذا مخيم الهول […] للحضور واستقبال مواطنيها ودعم الأنشطة الإنسانية التي تتم هنا. لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية وللمخيمات هنا”. وقال علي الحسن، من القيادة العامة للأسايش: “إن معضلة مخيم الهول ليست محلية بل دولية، وتتطلب الدعم والتضامن من جميع الدول، من خلال نقل مواطنيها من المخيم أو من خلال تقديم الدعم لقوتنا”.

إذا كانت بعض النساء في مخيم الهول تلعب دورًا محوريًا في حشد داعش في الفترة الحالية ، فإن الأطفال في المخيم هم محور التعبئة المستقبلية لداعش.

وجه قائد العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط، مايكل كوريلا، نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي في 9 سبتمبر بعد زيارته لمخيم الهول، قائلا: “مع وجود ما يقارب من 80 حالة ولادة  في المخيم كل شهر، يعد هذا المكان أرضا خصبة حرفيا للجيل القادم من داعش[…] إن الشباب معرضون للفكر التطرفي”. صرح كوريلا مباشرة: “لا يوجد حل عسكري للتهديد الذي يشكله مخيم الهول. وأنا واثق من ذلك. والحل الأكثر دواما هو أن تقوم بلدان المنشأ بإعادة مواطنيها إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم”. ثم دعا العراق مباشرة، مشيرا إلى أن حوالي نصف سكان مخيم الهول هم من العراقيين، وبالتالي فإن الجهود العراقية لإعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم يجب أن تكون أسرع بكثير. 28,118 من أصل 54,696 من سكان مخيم هول هم عراقيون. 

وقال سيماند علي، مدير المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، في إحدى المقابلات “إن الأطفال في مخيم الهول سيشكلون تهديدا كبيرا في المستقبل إذا بقيت أيديولوجية داعش وعقليتها في أذهانهم. وبالنظر إلى أن نصف الأطفال في المخيم تقل أعمارهم عن 12 عاما، يمكن لداعش بسهولة زرع أيديولوجيته في رؤوسهم”. وأضاف أن “المعسكرات تشبه الأكاديمية، حيث يمكن لداعش القيام بالتدريب والتخطيط وإعادة ابتكار نفسه، بحيث يزداد الخطر مع مرور الوقت إذا لم نتخذ موقفا ضد ذلك. إذا لم تعتني كل دولة بمواطنيها وتعيد أسراها لوقف فرض هذه الأيديولوجية على هؤلاء الأطفال بشكل يومي، فسنرى مشروعا داعشياً أكثر خطورة في السنوات المقبلة، ليس فقط ضد شمال وشرق سوريا، ولكن ضد العالم بأسره”.

كما اعترف قائد بعثة حلف الناتوفي العراق، الجنرال جيوفاني م. إيانوتشي، علنا بالتحديات الإنسانية والأمنية الخطيرة داخل مخيم الهول.

كما نشط السياسيون في دعوة المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته اتجاه مواطنيه. وقالت سهام داوود من حزب سوريا المستقبل إن “هذا المخيم (الهول) الذي يشكل أرضا خصبة لعودة داعش ونشر أيديولوجيته […] يشكل خطرا كبيرا على الإنسانية وعلى جميع البلدان، وليس فقط على شمال وشرق سوريا، ولهذا السبب، يجب على المنظمات الدولية وبلدانها التي لديها مواطنون انضموا إلى داعش استعادة مواطنيها ومحاكمتهم في بلدانهم”.

ودعت داوود دول التحالف إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا مخيم الخطير. وذكر بسام الحمد، من حزب الاتحاد الديمقراطي التابع للإدارة الذاتية، أن “حملة ‘الإنسانية والأمن’ خلقت حلا جزئيا للتطرف الممنهج داخل المخيم”، وأعرب عن أسفه لعدم وجود إعادة دولية إلى الوطن، قائلا: “سبق أن طالبنا بإنشاء محكمة دولية لهذه العناصر ومحاكمتهم قانونيا، لكن لا يوجد رد على الأمر”.

وفي أعقاب لقاء بين السفير الإسباني في العراق ومستشار الأمن القومي العراقي، صرحت إسبانيا أنها ستحاول إعادة رعاياها إلى وطنهم. وينبغي أن تأخذ هذه التصريحات محمل الجد والعمل؛ ومع ذلك، يزعم العديد من البلدان أنها تواجه صعوبات محلية في إعادة مواطنيها إلى ديارهم لمحاكمتهم. وفي هذا السياق، يمكن أن يثبت عمل لجنة الصليب الأحمر الدولية أهميته في الأشهر المقبلة. عينت اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتو منسقا خاصا جديدا لسوريا، مشيرة إلى أنها تهدف إلى “تسهيل تبادل الخبرات والتعلم بين الدول من أجل العودة/الإعادة إلى الوطن” من مخيم هول. وعلاوة على ذلك، قدم اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، جينا شاهين وليندسي غراهام، مؤخرا قانون المعتقلين والنازحين السوريين إلى مجلس الشيوخ، والذي يقترح مسؤولا كبيرا من وزارة الخارجية الأمريكية لقيادة جهود الحكومة الأمريكية لإغلاق المخيمات في شمال شرق سوريا، من خلال توحيد الدعم الدولي ووضع استراتيجية مشتركة بين الوكالات لتصدي للتحديات المتعلقة بالإعادة إلى المواطنين ومحاكمتهم. جاء ذلك بعد زيارة إلى مخيم هول هذا الصيف، حيث وصف شاهين الوضع بأنه “مزعج ويزداد خطورة”. وتعد هذه الخطط، التي تسعى إلى معالجة قضية مخيم الهول في إطار دولي منسق، بدلا من ترك فرادى البلدان تفعل ما تراه مناسبا، خطوات مهمة..

كما دعت الأسايش الأطراف الدولية المعنية والمراقبين إلى الاطلاع على العلاقة بين الحكومة التركية والاستخبارات، وخلايا داعش النائمة داخل وخارج مخيم الهول، بما في ذلك تحركات قادة داعش في المناطق التي تحتلها تركيا. كما تضفي مجموعة من الأحداث هذا الشهر وزنا على الادعاءات بأن تركيا تساعد أنشطة الخلايا النائمة التابعة لداعش. خلال “عملية الإنسانية والأمن”، كان 2 من المعتقلين هما عبد الله أحمد عبد الله ومحمود مخلف طالب شعبان، وكلاهما من أصل عراقي. وبعد الاعتقال، ورد أنهم قدموا معلومات إلى قوات سوريا الديمقراطية، وكشفوا عن وجود دور ضيافة خاصة لمرتزقة داعش في تركيا، وأن معظم رجال ميليشيا داعش الجرحى ينقلون إلى تركيا لتلقي العلاج في المستشفى.

علاوة على ذلك، وفي أعقاب مداهمة خاصة في الرقة في 26 من الشهر الجاري، أسفرت عن اعتقال 4 رجال عثر بحوزتهم على عبوات ناسفة ومعدات، أفادت قوات سوريا الديمقراطية بأن 3 من المعتقلين دخلوا إلى شمال شرق سوريا من سرى كانيه (رأس العين) التي تحتلها عليها الجيش الوطني السوري، وأنهم اعترفوا بأنهم تلقوا تدريبا في المناطق التي تحتلها تركيا بشأن استخدام العبوات الناسفة في هجمات إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، بعد مداهمة تل حميس المذكورة أعلاه التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية، والتي شهدت مصادرة مخبأ ضخم من أسلحة داعش، أفادت قوات سوريا الديمقراطية أن بعض الأسلحة أرسلت من تركيا إلى سري كانيه التي تحتلها تركيا، ومن هناك وصلت إلى خلايا داعش في شمال وشرق سوريا.

ربما بدافع من أنشطة مكافحة الإرهاب التي يقوم بها جيرانه من قوات سوريا الديمقراطية، أطلق العراق في 3 منشهر سبتمبر المرحلة 7 من “عملية الإرادة الصلبة” ضد داعش، مستهدفا على وجه التحديد محافظتي صلاح الدين الأيوبي وديالى، بهدف طرد خلايا داعش من المناطق.

كما شهد شهر سبتمبر لقاء مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، مع السفير السوري في بغداد، سطام الدنده، لمناقشة العديد من القضايا الأمنية بما في ذلك مخيم الهول. وبحسب بيان أصدره، أكد الطرفان أهمية العمل المشترك لإلغاء المخيم كونه أصبح بيئة مناسبة للتطرف والإرهاب، فضلا عن اضطهاد مسلحي داعش، وفي هذا الصدد، سيكون التعاون بين العراق وحكومة إقليم كردستان والإدارة الذاتية والحكومة السورية أساسا للتغلب على التهديدات المستمرة من داعش. ومن التطورات الأخيرة هنا أن قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت أنها ستتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية، كما عن تعزيز النشاط الأمني على الحدود السورية العراقية، من أجل ملاحقة الخلايا النائمة.