تفسير : ماذا حدث في حي الشيخ مقصود؟

, ,

زار فريق RIC حي الشيخ مقصود وتحدث للأهالي والإدارة المحلية المشكلة لمعرفة الظروف التي يعاني منها الحي والمزيد من المعلومات  هناك.

بنية تحتية مدمرة ومحاولةٌ للتكييف

وفي هذا الصدد تقول السيدة فاطمة حيدر الرئاسة المشتركة لبلدية شيخ مقصود ماعمل البلدية وما تواجهه من تحديات، وأشارت خلال حديثها إلى أن الحي تضرر بشكل كبير جراء قصف الفصائل المسلحة المدعومة من تركي على الحي:” القصف المتكرر دمر البنية التحتية وخلق حالة نزوح كبيرة للحي، الصرف الصحي  متضرر بشكل كبير، مياه شرب لا تصل لعديد من الأحياء فخصصنا صهاريج لنحاول سد الاحتياج.

تحدثت حيدر عن ما تحاول مؤسستها تقديمه من خدمات في ظل الواقع المعيشي والاقتصادي الصعب والحصارٍ الجائر  على الحي:  نحاول قدر الإمكان مساعدة النازحين على وجه الخصوص لهذا قمنا بتأمين مساكن للنازحين بالمجان، المشفى لدينا يقدم خدماته بسعرٍ رمزي رغم قلة امكاناته ونعمل على افتتاح قسم آخر خاص بمرضى الكوفيد، نقوم بشكل دوري برش المبيدات الحشرية لتجنب الأمراض في ظل الحصار المفروض ونقص مياه الشرب والأدوية.

” عملنا صعب لكننا نقوم بهذا من أجل شعبنا وسنستمر حتى النهاية” تقولها حيدر بكل إصرار وعزيمة”.

تعايشٌ وتلاحم

تقول نازيا عمر وهي نازحة من عفرين  نزحت مع عائلتها إلى شيخ مقصود إبان العملية العسكرية التركية أوائل عام ٢٠١٨و التي أدت إلى نزوح أكثر من ٣٠٠ ألف شخص من عفرين نحو مناطق الشهباء وحلب:  بعد أن خرجنا من بيوتنا خوفاً من الجيش التركي ومرتزقته اللذين احتلوا مدينتا وسرقوا كل مافيها واستولوا عليها توجهنا إلى شيخ مقصود، حيث كان الملاذ الوحيد لنا، قدّم المجلس هنا ما يستطيع رغم إمكاناته المحدودة بسبب النظام السوري الذي يمنعنا من الخروج أو دخول المواد الاساسية للحي ويحرم أطفالنا من التعلم،  نحاول جاهدين التكييف مع الواقع على آمل أن نعود ذات يوم لمدينتنا المحتلة.

  وكما هو معلوم تعرض حي شيخ مقصود إلى الحصار عدة مرات من جهات مختلفة وكان الحصار الأخير في 13 مارس 2022 حيث منعت الفرقة الرابعة في الجيش دخول أي مواد غذائية إلى الحي ، وكان يتم تفتيش الأهالي أثناء دخولهم الحي .

  وبحسب الإدارة المحلية، فإن ما يقارب من 200 ألف شخص يعيشون في هذه الأحياء – وكثير منهم من نازحي عفرين – يواجهون “كارثة إنسانية”، نظراً لنفاد الدقيق من المستودعات وصعوبة الحصول على الوقود.

“رغم قلة الإمكانيات والصعوبات إلا إننا صامدون” يقولها محمد وهو المسؤول عن المجلس المحلي الذي شكله الأهالي في حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية والذي يبعد عن مركز المدينة حلب 3كم شمالاً.

إبّان أندلاع الاشتباكات بين الفصائل المسلحة وجيش حكومة دمشق  في حلب تعرضت المدينة لحصار شديد من الأخيرة وأحدثت الاشتباكات موجة نزوح كبير للسكان من الأرياف للداخل ودمار لأحياء المدينة ونظراً للتخوف الأهالي من الاعتقالات التعسفية من النظام السوري توجه معظمهم لحي شيخ مقصود.

يعاني الحي الأن شُحاً كبيراً في المواد الضرورية الأولية  واكتظاظا سكانياً كبيراً جراء العمليات العسكرية التركية في عفرين وأعزاز والتي أجبرت أهلها على النزوح.

يقول “محمد شيخو” وهو الرئيس المشترك للمجلس العام في حي شيخ مقصود : “رغم قلة الإمكانيات والصعوبات إلا إننا صامدون هنا في الحي، بعد الحصار الذي فرض على علينا عام ٢٠١٣ من الفصائل المسلحة وهم “جبهة النصرة” و”لواء شهداء بدر” من جهة والنظام السوري من جهة أخرى، حينها  أغلقت الأخيرة أبوابها والمعابر التي تمدنا بالمواد الضرورية، تعرض الحي للقصف بشكل مكثف من الفصائل المسلحة، وقتها كان عدد سكان الحي ستة آلاف وثلاثة مائة عائلة وارتفع هذا العدد بعد عملية غصن الزيتون التي نفذتها تركيا إلى ثلاثين ألف عائلة على أقل تقدير معظمهم من عفرين”.

واقع الحي بين الحصار والسياسة

قامت وحدات حماية الشعب والمرأة عام ٢٠١٦ بغيت فك الحصار وتخفيف من القصف الذي تتعرض له بتحرير ٨ أحياء من الجهة الشرقية وهي ( بستان باشا- هلك- شيخ فارس- شيخ خضر- -بعيدين-حيدرية- زيتونا- بني زيد)

يتحدث شيخو عن مدى تأثير  الواقع السياسي بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق  على الحي:

“إن قبلنا أو لا هذه الأحياء تابعة لمدينة حلب وأي شيء يحدث في أي مكان يؤثر علينا، إن كان في القامشلي أو الحسكة أو غيرها أي بمعنى آخر أي مشكلة أو تماس مع الحكومة السوريا يؤثر سلباً على الحي”.

وأوضح شيخو أن معظم النازحين يفضلون بقاء في الحي على العيش في مناطق سيطرة النظام  او الفصائل المسلحة ” الجميع يقصدنا لتوفر الأمن والأمان في الحي، ليس هناك ضرائب وخوفاً من الاعتقالات التعسفية في مناطق النظام و الفصائل المدعومة من تركيا على حدٍ سواء. وأشار إلى أنهم يحاولون تأمين الطحين والمحروقات والغاز وهي من التحديات الحقيقة التي يواجهونها لأن النظام السوري يمنع دخولها”.

وفي التالي افادت مصادر محلية أن الاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أنهى الحصار المتبادل على أحياء في حلب والحسكة وقامشلو. وسمح الجيش العربي السوري بدخول الدقيق إلى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بعد حصار دام شهر ونصف.

في حلب، أفادت مصادر محلية أن “لجنة مشتركة” من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وحكومة دمشق ستكون حاضرة على نقاط تفتيش الجيش العربي السوري حول الشيخ مقصود والأشرفية. وتلقى سكان منطقة الشهباء شمال حلب وعوداً بالوصول دون عوائق إلى المدينة.