وباء فيروس كورونا يتخطى المتوقع في شمال وشرق سوريا

,

عقدت هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا مؤتمرا صحفيا للحديث عن وضع فيروس كورونا (كوفيد 19) في المنطقة منذ الموجة الأولى وحتى الوقت الحالي

عُقد المؤتمر في دائرة العلاقات الخارجية بمدينة القامشلي وتحدث فيه الرئيس المشترك لهيئة الصحة لشمال وشرق سوريا الدكتور جوان مصطفى.

أشار الدكتور جوان مصطفى قائلا : انتشر الفيروس في المنطقة في أواخر آذار عام 2020 . منذ بداية الانتشار وحتى الآن تعمل هيئة الصحة بكل إمكانياتها . وكانت لدينا علاقات وتنسيق مع العديد من المؤسسات غير الحكومية مثل الهلال الأحمر الكردي ، كما كانت لدينا علاقات مع العديد من الجهات الدولية العاملة في شمال وشرق سوريا.

أوضح مصطفى أنه خلال عام 2020 افتتحت هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا 15 مركزا خاصا بمرضى فيروس كورونا وجهزت المراكز بآلات ومعدات بقيمة 6 ملايين دولار ، وتابع بالقول ” في هذه الفترة تعمل هذه المراكز لخدمة جميع المواطنين بشكل مجاني . تبلغ تكلفة علاج مريض الواحد ما يقارب 120 دولارا في اليوم “

وبين أن هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا جهزت غرقة عمليات بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي، كما افتتحت في مدينة القامشلي مختبرا مركزيا وفق المعايير العالمية خاصا بتحليل فيروس كورونا

وكما أكدّ خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الخميس ، أن الهيئة لم تتلق دعما كافيا حتى الآن سوى بعض المساعدات الخجولة، ونوّه مصطفى إلى أن الوضع سيخرج عن السيطرة إن لم تتلقى الإدارة الدعم الكافي فهي لا تستطيع لوحدها التصدي للوباء الذي ينتشر بسرعة.

، وتابع القول :   ” نسبة الادوية التي  تم أرسالها لا تسد 50 بالمئة من احتياجات المنطقة ، هذه النسبة قليلة جدا بالنسبة لنا ، كما أنها لا تسد الطريق أمام انتشار الفيروس.

وأشار جوان مصطفى إلى الوضع الاقتصادي للأهالي في المنطقة والمشاكل التي تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا كقطع المياه عن المدينة الحسكة، وقال : ” كل هذه الأمور تزيد العبء على هيئة الصحة “

وأشار إلى أن البنية التحتية الصحية للمنطقة لا ترتقي إلى التصدي للجائحة لذلك كل العالم والمنظمات لديهم التزام أخلاقي وإنساني لتقديم دعماً للقطاع الصحي في المنطقة حتى نصبح قادرين على احتواء هذه الجائحة كي لا يدركنا الوقت ونصبح في مرحلة انهيار للقطاع الصحي .

الوضع الصحي في بعض مدن شمال وشرق سوريا مخيف ، من حيث سرعة انتشار فيروس كورونا ، وارتفاع عدد الإصابات

وسلط الضوء على وضع المنطقة خلال الموجة الرابعة يقترب من الكارثة ، وأن الموجة الجديدة تصيب كل الأعمار ، ولا تقتصر على عمر معين ، وهي تصيب الصغار قبل الكبار ، وأكبر دليل على ذلك حالة الطفل ذو 12 عام الذي أصيب بكورونا في الرقة  ، ووضعه في الحجر الصحي ، وكذلك حالة وفاة لطفل آخر في مدينة الحسكة”

وشدّد مصطفى على ضرورة استشعار المسؤولية من قبل جميع المواطنين ، والتقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير والوقائية ، والالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة.

وفي صدد ازدياد الحالات تم فرض حظر كلي في تاريخ 25/9/ 2021 حتى 10/ 10/ 2021 ومن المحتمل فرض حظر كلي آخر في نهاية هذا الشهر نتيجة تدهور الوضع، و بلغ عدد الاصابات  حسب هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا 31663 اصابة منذ تفشي فيروس كورونا في المنطقة حتى اليوم، منهم 1094 حالة وفاة و 2289 حالات شفاء.

وزار مركز معلومات روجافا (عربي- RIC) مشفى جيان كوفيد 19 في مدينة القامشلي للاطلاع على الوضع في المستشفى ، وتحدثت جيهان صبحي ( ممرضة ) قائلة: الهجمة الرابعة أو ما تسمى هجمة دلتا أكثر قوة وخطورة من الهجمات السابقة فإنها تضرب الجهاز التنفسي فورا يستقبل المستشفى المرضى والمسحات من أجل تحليلها أما من ناحية العدد فإن عدد المرضى كبير جدا نساء كان أو رجال ولكن ما نعاني منه أن المريض لا يأتي إلا عند وصول المرض إلى ذروته ولكن بالرغم من ذلك نسبة حالات الشفاء أعلى من حالات الوفيات .

فيما يخص خدمات المستشفى كافة الخدمات والمستلزمات متوفرة من أدوية أو أكسجين إلى حد الآن وبالنسبة للدعم النفسي نسمح بزيارة الأقرباء لمرضاهم من أجل تحسين نفسيتهم ولكن مع أخذ التدابير اللازمة لعدم اصابة أي أحد.

وناشد الرئيس المشترك لهيئة الصحة لشمال وشرق سوريا جوان مصطفى المنظمات الدولية قائلا : نوجه نداءنا الأخير لمنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الطبية ، كما نناشد شعبنا للتقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية المعلنة من قبل هيئة الصحة ، لأننا بصدد كارثة إنسانية في الأيام القليلة القادمة” .